على وقع شبه الرّكود المسيطر على ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، كشفت معلومات من مصادر مطّلعة على جو "اللجنة الخماسية"، لصحيفة "الديار"، أنّ "اللجنة وعلى عكس كل ما قيل انها "مفقودة" وغائبة، ستعاود هذا الاسبوع تحركها واتصالاتها، وستعقد بالساعات المقبلة اجتماعا جديدا لها يستضيفه السفير الفرنسي هذه المرة، حيث يضع خلاله المجتمعين بجو اللقاء الذي حصل في العاصمة الفرنسية بين الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان".

لكن أوساطا بارزة جزمت عبر "الديار"، أنّ "حراك "الخماسية" الجديد لن ينتج جديدا رئاسيا"، موضحة ان "الهدف منه هو اصرار اعضائها، وهي بمجملها الدول المؤثرة بالمنطقة والعالم من اميركا الى فرنسا والسعودية وقطر كما مصر، على ابراز اهتمام بالملف اللبناني، وسعيا منها للقول ان لبنان ضمن الاولويات ويجب بث الروح بالملف الرئاسي؛ ولو ان كل هذه الدول تدرك تماما الا خرق ينتظر بالمدى القريب".

أشارت إلى أنّه "قبل الحديث عن تعقيدات الداخل اللبناني المنقسم على نفسه والعاجز عن ايصال رئيس للجمهورية اقله بـ65 صوتا حتى الساعة، فـ"الخماسية" لا تزال اصلا منقسمة فيما بينها حول الاسماء الرئاسية، ولو انها تحرص في كل مناسبة على التأكيد على انها لا تتدخل بلعبة الاسماء، وان هذا الامر شأن داخلي لبناني".

وركّزت على أـنّ "من الواضح ان لدى قطر مرشحا مفضلا عن غيره وهو المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، فيما السعودية لا تزال تحاول النأي بالنفس عبر القول انها لا تتدخل بالاسماء، علما ان اللقاء الذي جمع اخيرا السفير السعودي باللواء البيسري كان لافتا، لا سيما ان المعلومات تشير الى انه كان وديا ولو ان احدا لم يتناول فيه الملف الرئاسي. فيما اميركا لا تزال ترغب ضمنا بوصول قائد الجيش جوزيف عون الى سدة الرئاسة، اما فرنسا فعلّمتها التحربة النأي بالنفس عن الاسماء، بعدما كانت مرحبة بوصول فرنجية سابقا".

وأكّدت مصادر متابعة للصحيفة، أنّ "الجميع بات مقتنعا بصعوبة وصول رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية رئاسيا، كما بصعوية وصول الوزير الأسبق جهاد ازعور الذي بات اصلا خارج السباق الرئاسي، حتى ان البعض يقول ان الخيار الثالث يعني استبعاد كل من فرنجية وازعور كما جوزيف عون، الذي لا يلقى مباركة من "حزب الله"، ولو ان الاخير يحرص بكل اطلالات مسؤوليه الاعلامية على الاشادة باداء العماد عون، وبالعلاقة الجيدة التي تربط بين حارة حريك واليرزة"، مبيّنةً أنّ "حديث حزب الله الايجابي عن العماد عون، يكمله بالقول: كقائد جيش، اي ما معناه ان الحزب يثني على العلاقة الجيدة مع قائد الجيش كقائد للمؤسسة العسكرية، ولا يتحدث عن "العماد الرئيس جوزيف عون".

وأفادت "الديار" بأنّه "يبدو ان لا حوار ولا رئيس بالافق المنظور، حتى ان السؤال الذي يطرحه البعض عما اذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يوجه الدعوة لحوار بلا حزب "القوات اللبنانية"، علما ان الغالبية باتت مقتنعة بوجوب الحوار، تجيب اوساط بارزة مطلعة على جو عين التينة، كاشفة ان بري عندما سئل عن السبب الذي يمنعه من الدعوة للحوار، او لجلسة ما دام الـ86 نائبا حاضرا بات مؤمنا، ولو بلا "القوات"، رد بانه لن يعطي رئيس "القوات" سمير جعجع فرصة "الظهور بمظهر البطل" امام الجميع".

مبادرة معارضة جديدة

في السّياق، علمت "الديار" أنّ "قوى المعارضة تستعد خلال ساعات لاطلاق ما يشبه المبادرة الرئاسية الجديدة، بهدف ابقاء الملف الرئاسي حيًّا، وتقديم الاثباتات المباشرة لـ"الجنة الخماسية" بخصوص من يعطّل فعليا الاستحقاق الرئاسي ويمنع انتخاب رئيس".

جبهة جنوب لبنان تزيد تعقيدات الاستحقاق الرئاسي

من جهته، شدّد مصدر لبناني مطلع على قنوات الاتصال المرتبطة بالملف الرئاسي، لصحيفة "الشرق الأوسط"، على أنّ "لا بحث في الملفّ الرئاسي قبل وقف النار ما بين "حزب الله" وإسرائيل"، لافتًا إلى أنّ "جبهة الإسناد لغزّة فرضت واقعاً جديداً على الاستحقاق". وأشار إلى أنّه "إذا كان شرط "حزب الله" السابق يقضي بانتخاب رئيس يحمي ظهر المقاومة، فثمة حديث في الكواليس عن ربط الانتخابات الرئاسية بإعادة إعمار الجنوب وبناء القرى التي دمرتها إسرائيل".

وأوضح مصدر في "اللجنة الخماسيّة" للصحيفة، أن "اللجنة لم توقف مهمتها، وليست هي ولا دولها من ينتخب رئيساً للبنان، وكل ما تفعله هو تقريب المسافات بين القوى السياسية وكسر حالة الجمود القائمة، وانتخاب رئيس تتوافق عليه الأطراف، ليحظى عهده بدعم عربي ودولي يمكنّه من النجاح ونقل البلاد إلى مرحلة الاستقرار والازدهار".

وركّز على أنّه "كلما نجحت اللجنة في تقريب وجهات النظر حول مواصفات المرشّح، كانت تُفاجأ بتعقيدات من خارج الحسابات؛ لذلك باتت أقرب إلى الاقتناع بأن الحلّ أكبر من قدرة اللبنانيين على التوافق فيما بينهم، وأن هناك عوامل خارجية تتحكّم في خياراتهم".

باسيل يستعدّ للعودة الى حارة حريك وفق مقولة" لا يدوم إلا حليفكَ السابق"

ذكرت صحيفة "الديار" أنّه "بعدما تحوّلت العلاقة السياسية بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" الى ما يشبه القطيعة، على خلفية مواقف متناقضة وردود متبادلة، وإن كانت في بعض الاحيان خفية، لكن المستجدات ساهمت في رفع وتيرتها، وتحويل غيمة الصيف العابرة الى ما يشبه العاصفة التي لفحت معها علاقة سنوات عديدة. وساهمت في ذلك مواقف بعض النواب العونيين والمسؤولين الصقور، الذين ردّوا على بعض مواقف حارة حريك، فكبر "الزعل" وتصاعد شيئاً فشئياً، حتى شكلّت مواقف رئيس "التيار" النائب جبران باسيل مفاجآة حيال الحزب؛ فتحولت العلاقة الى هزّة سياسية حملت معها التردّدات".

وبيّنت أنّ "رئيس الجمهورية السابق ميشال عون دخل على الخط، ليعلن موقفه الرافض لـ"وحدة الساحات" ولربط مصير غزة بجنوب لبنان، في محاولة للتأكيد على موقف باسيل، الامر الذي جعل الخصوم يعتقدون بأنّ العلاقة باتت تشبه القطيعة. فدخل الوسطاء المقرّبون من الجانبين على الخط، لضبطها وتحويلها الى تباين فقط، وصولاً الى الحد من السجالات وإن بقيت ضمن الاطار الخفي نوعاً ما، خصوصاً من قبل "حزب الله" الذي لا يرد عادة خصوصاً على الحلفاء؛ لكن هذه المرة ووفق المثل القائل "اذا ما كبرت ما بتصغر".

وكشفت الصحيفة أنّ "الوضع يتجه نحو الحل وهو في بدايته، وفق ما نقل بعض الوسطاء، من ضمنهم وزير سابق قريب من التيار والحزب، وذلك عبر الرسائل الشفهية اولاً، ومن ثم الاتصالات، وصولاً الى التحضير للقاء باسيل بأحد مسؤولي "حزب الله"، وهو بلا أدنى شك رئيس وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، على ان يكون بعيداً عن الاعلام في بداية الامر. مع الاشارة الى انّ علاقة الرجلين وإن خفّت بعض الشيء، لكنها لم تصل الى القطيعة وفق ما قال الوزير السابق، لانّ الاتصالات كانت دائماً "شغّالة" بينهما".

ولفتت إلى أنّ "الى ذلك، ساهمت مواقف عديدة في تقارب باسيل من حارة حريك، وابرزها اللقاء السلبي الذي عقد قبل فترة وجيزة بينه وبين عدد من نواب المعارضة، حيث اجتمع على مدى ساعتين معهم، فاسترجع حساباته ورأى ان مكانه ليس الى جانب المعارضة وإن كان مرحلياً، لكنه لم يهضمه هو نفسه، فكيف سيهضمه الآخرون؟ الذين لم يصدقوا تلك الوقفة الى جانب مرشح المعارضة جهاد أزعور للوصول الى الرئاسة. كما أبلغوه حينذاك رفضهم لأي حوار يترأسه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وبأن موقفهم سيكون ثابتاً في هذا الإطار".

وأضافت: "حينئذ جرى اتفاق على عدم التصريح من قبل الحاضرين، كما حاول باسيل إظهار نفسه في ذلك اللقاء مرتاحاً امام وسائل الاعلام، لكن الحقيقة جاءت مغايرة وفق ما نقل أحد الحاضرين، وأشار الى انّ الاجتماع حوى التناقض الذي لم يصل الى اي تقارب".

كما أكّدت "الدّيار" أنّ "ثمة مراقبين يعتبرون أنّ باسيل لا يمكن ان يبتعد عن الحزب فترة طويلة، لانه بحاجة اليه والعكس صحيح، لذا مهما كثرت العواصف بينهما لا بدّ ان تهدأ ويظهر الربيع من جديد، مؤكدين أنّ العودة باتت قريبة وتحتاج الى بعض الكلام الايجابي من الطرفين كي ُتسرّع اكثر".